الحمد لله ال ذي شرّف العلمَ وأهله، وبه أنزل كتُبه وبعث رسُلَه، والصلاة والسلام على من جاء بالشرع، وعلى آله وصحبه ومن اتّبع، وبعد: فإن علوم الشريعة أفضل العلوم وأسماها، وأعظمها أجراً عند الله يوم القيامة ، وهي أنفس ما صرفت فيه الأوقات، وسُخّرت له الطاقات، وأولى ما تنافس به المتنافسو ن، واجتهد فيه المجتهد و ن. وإنّ من فضل الله العليّ القدير ما منّ به علينا في هذه البلاد المباركة من دع م للعلم والتعليم، ورعاية أهله، وتعظيم قدره، حتى أضحت بلادن منارة شاهقة، ونجمة بارقة، يعمّ خيرها الجمي ع. ومن ذلك الخير والعطاء تلك الموافقة السامية الصادرة من خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس التعليم العالي على محضر جلسة مجلس التعليم العالي رقم ) 74 ( بالتوجيه البرقي الكريم رقم ) 3330 ) وتاريخ 25 / 1 / 1435 ه بإنشاء كلية الشريعة والقانون بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، فبدأت اللجان التأسيسية في بناء مشاريع هذه الكلية الم و فّقة لبِنة تلو أخرى، طامحين إلى تكوين قيمة مضافة وإضافة ب نّاءة في سماء هذه البرامج؛ حفاظاً على مكتسباتها، وتعزيزاً لجودة مخرجاتها، ومواكبة للمستجدات والقضايا والنوازل. فتبنّت الكلية مشروع "المهارات" في رؤيتها ورسالتها وأهدافها وبرامجها، وصمّمت مشروعا علميا عمليا متقدما للتمهير الشرعي والقانوني، وكانت نواة تطبيق هذا المشروع في "برنمج بكالوريوس الشريعة"، ثم تبعه " برنمج بكالوريوس القانو ن"، وبذلك أصبحت الكلية اليوم بتوفيق الله بيت خبرة متقدّما في التمهير الفقهي والقضائي والقانوني، وامتدّت جسور التواصل مع عدد من الجامعات الحكومية والأهلية والجهات الحكومية والخاصة بشراكة فاعلة، وتعاون منتج. وها هي اليوم بعد عق د من مسيرتها تسير بخطى ثابتة نحو التميز في تقديم العلوم الشرعية والقانونية، جاعلة جودة التعليم وكفاءته والمساهمة في تنمية القدرات البشرية والسعي نحو التنمية الشاملة مرتكزا أصيلا في أهدافها، وركنا في خطتها الاستراتيجية، وهي بفضل من الله ومنّة تضمّ بين جنباتها خيرا وارفا من البرامج في مختلف الم ا رحل )البكالوريوس والماجستير والدكتوراة(، وتسهم بفاعلية في تقديم رسالتها. لقد كانت هذه الكلية البهية ولا زالت بحمد الله مورقة الظلال باسطة يديها بالخير والمعرفة لأبنائها ومجتمعها ، وهي لبنة من لبنات العطاء في هذا الوطن المعطاء، فهي بفضل الله تزفّ في كل عام مواكب الخريجين في ميادين العمل والبذل بعد مسيرة حافلة بالجد والمثابرة، ورحلة مليئة بالاجتهاد والمصابرة، إلى مستقبل زاهر يضوع بعبق التحدي والإصرار، وبروح البذل والاستمرار. لقد حظيت كليات الشريعة والقانون بالمملكة بدعم كبير وثقة متجددة وتمكين متين، فالحمد لله جلّ في علاه، والشكر موصول لكل من دعم وأسهم في السير بها نحو تحقيق تطلعاتها، فشكراً لولاة الأمر وفقهم الله، ولمعالي وزير التعليم، ولسعادة رئيس جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل على كل ما تحظى به الكلية من دعم وتمكين، كما أشكر زملائي الكرام أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية في هذه الكلية على جهودهم وبذلهم. ختاماً يطيب لي أن أرحب بك أيها الزائر الكريم في أفياء هذه النافذة المضيئة، راجي اً أن تجد في صفحة الكلية بغيتك، وأن تنال فيها غايتك، وهي بوابة تواصل، وصفحة تعريف بالكلية ورؤيتها، وأقسامها، وبرامجها، وأنشطتها، وأخبارها. أسأل الله تعالى أن يبارك في الجهود، ويخلص النيّات، وأن يفيء علينا من الخيرات والبركات والمسرات .
والحمد لله في بد ء وفي ختم.
د. أسامة بن محمد المرشود
عميد كلية الشريعة والقانون