قال تعالى: ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ) [سورة الأحقاف:15] حين يتفكر الإنسان في جوانب الشريعة الإسلامية يجد أنها قد أولت حياة الإنسان اهتمامًا بارزًا منذ أن كان جنينًا في بطن أمه وحتى بعد مماته، وأعطى كل مرحلة عمرية للإنسان نوعًا خاصًا من العناية والاهتمام، وإذا تقدم الإنسان في العمر وأصبح مسنًّا احتاج إلى مزيدٍ من الرعاية والاهتمام، ولأن الإسلام أتى ليُكمّلَ الناس في أخلاقهم ومعاملاتهم قــــــال عليه الصلاة والســــلام: ( إنما بعثتُ لأتمم مكارم الاخلاق) [رواه البخاري في الأدب المفرد، ص:273] لذلك نادت تعاليم الدين الإسلامي بهذه الأخلاق السامية، ومن أبرزها الاهتمام بكبار السنّ، ومراعاة كبر سنهم ووهن أبدانهم، واحترامهم، وتقدير مشاعرهم وأحاسيسهم.
ويتأكد الاحترام والتقدير إذا كان هذا المسنّ أباً أو أمًّا، أو جدًّا أو جدّةً، أو قريبًا أو حتى جارًا، وذلك لحق القرابة والصلة والجوار، فمن راعى حقوق المسنين في شبابه، هيأ الله له من يرعاه في كبره، فكما تدينُ تدان، وقال يحي بن سعيد المدني: بلغنا أنه من أهان ذا شيبة لم يمت حتى يبعث الله عليه من يهين شيبته إذا شاب.
إن هؤلاء المسنين يشعرون بدنوِّ الأجل، فنرى وقارًا يكسو مظهرهم، إقبالًا على الآخرة من خلال أعمال الخير والبر والطاعة.
ولأن الإنسان إذا ذَكّرَه شخصٌ تذكّر، وإذا دلّه الآخر على الخير اهتدى، وإيمانًا منّا بضرورة تذكير الناس بحقوق الله جلا وعلا، وحقوق النبيّ المصطفى، وحقوق الوالدين والأقارب والجيران، وحقوق الكبار في السن، والصغار في السن، وغيرها من الحقوق التي تعد في جملتها بوابةً للخير والهدى، وطريقًا للفلاح والصلاح، ومن مبدأ التواصل الإنساني والاجتماعي، ولزيادة الترابط بين المؤسسات التعليمية ودور الرعاية الاجتماعية والوقوف على ما تقدمه هذه الدور من رعاية واهتمام، وإدخالًا للفرح والبهجة في قلوب المسنين قامت كلية علوم الحاسب وتقنية المعلومات – شطر الطالبات من ضمن الأنشطة الطلابية المقدمة للمجتمع بتنظيم زيارة لدار الرعاية الاجتماعية "دار المسنين ". النشاط كان من تنظيم الأخصائية الاجتماعية اعتماد ابوناصف مع أ. لطيفة الحملي و أ. دلال الرويض و عدد طالبات الكلية حيث تضمنت الزيارة العديد من الفقرات التي ساهمت في ادخال البهجة والسرور لدى كبيرات السن.
ومازالت هذه العبارة "سوف تأتون مره أخرى" يتردد صداها في آذان الجميع.
سائلين الله عز وجل أن تكون هذه الزيارة سببًا مباركًا للصلاح والإصلاح، وأن يتقبلها بقبول حسنٍ، وأن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم، نافعة لعبادة.