الخبر-
قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية اننا سنعمل جميعاً مع الجهات المعنية على إيجاد مركز متكامل مختص لزراعة القوقعة في المنطقة الشرقية قريباً إن شاء الله.
جاء ذلك خلال افتتاح سموه للملتقى الاول لمرضى زراعة القوقعة الذي تنظمه جامعة الدمام ممثلة في وحدة زراعة القوقعة في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر التابع للجامعة في فندق الميريديان بالخبر يوم الاثنين 21 مارس 2016م بحضور مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش ورئيسة وحدة زراعة القوقعة الدكتورة ليلى التلمساني وعدد من المتخصصين في مجال زراعة القوقعة وأولياء أمور مرضى زراعة القوقعة الذين اجريت لهم عمليات الزراعة في وحدة زراعة القوقعة في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر.
وقال سموه في كلمته يسرني أن افتتح الملتقى الاول لمرضى زراعة القوقعة وأشارك ابنائنا وبناتنا فرحتهم بعد أن تم استكمال زراعة القوقعة السمعية لهم بجهد متميز من قبل عدد من الكوادر الوطنية المتخصصة من الاطباء والفرق المساندة لهم ليساهموا في مسيرة التنمية لهذا البلد ويقومون بدورهم في خدمة وطنهم.
وأضاف سموه إن حاسة السمع تعد واحدة من أهم الحواس التي يعتمد عليها الفرد في تفاعلاته مع الأخرين خلال مواقف الحياة المختلفة، ومن ثم فإن الإعاقة السمعية من أشد وأصعب الاعاقات الحسية التي تصيب الانسان وتعيق تفاعله مع البيئة المحيطة .
وأضاف سموه أن برنامج زراعة القوقعة السمعية يمثل إضافة حقيقية الى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في المنطقة الشرقية ويشكل في نفس الوقت مبادرة توعوية لخدمة المجتمع لفئة عزيزة من أبنائنا وبناتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة السمعية ووصول هذا البرنامج الى هذه المرحلة من النجاح يعكس ما تحظى به الخدمات الصحية في المنطقة من دعم ومساندة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وما وصلت إليه الخدمات الصحية من تطور ورقي وإمكانات كانت حتى وقت قريب لا تتوفر إلا خارج البلاد كما يؤكد على قدرة كوادرنا الوطنية على استيعاب أحدث التقنيات ونقل التجربة والخبرة العالمية في المجالات الطبية وتسخيرها لخدمة الوطن والمواطنين .
ولا شك أن هذه المبادرات والبرامج الموجهة لإعادة تأهيل ممن أصيبوا بهذه الاعاقة تؤكد أيضاً على اهتمام قيادتنا الرشيدة في الاستثمار بالإنسان و اعتباره رأس المال البشري وركيزة التنمية مهما كانت إعاقته أو احتياجه ومن هنا فأني أحث الجميع وخصوصاً رجال الأعمال والشركات على المساهمة والوقوف مع هذه البرامج وتوفير ما يمكن أن تقدمه لهذه الفئة من دعم والعمل على تعزيز هذا البرامج لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المرضى أصحاب الاحتياجات الخاصة السمعية.
وفي الختام رحب سموه بضيوف المنطقة والمشاركون في الملتقى وشكر معالي الدكتور عبدالله الربيش مدير جامعة الدمام وزملائه منسوبي الجامعة وكذلك منسوبي مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر والجهات الداعمة للملتقى متمنياً للجميع دوام التوفيق والنجاح.
و في كلمة لمدير جامعة الدمام الدكتور عبد الله الربيش إنه لم يعد من الممكن إعتبار الجامعات مؤسسات تعليمية تعني بتخريج الكوادر والكفاءات ولا بإعتبارها مراكز بحثية تقوم بإجراء بحوث أكاديمية متخصصة فقط كما أنه لم يعد من الممكن أن تعيش أي جامعة بمعزل عن المجتمع المحيط بها، بل أصبح من أهم المسلمات التي تقوم عليها علاقة الجامعة بمجتمعها هي أن الجامعة جزء لا يتجزأ من المجتمع وأن علاقة الجامعة بالمجتمع هي علاقة الجزء بالكل وأن غاية الجامعة الحقيقية ومبرر وجودها هي خدمة المجتمع الذي توجد فيه وبالتالي فأن ارتباط الجامعة بمجتمعها يعطيها شرعيتها وسبب وجودها، ولقد حظيت قضية العلاقة بين مؤسسات التعليم العالي ومجتمعاتها المحلية المحيطة بها بإهتمام بالغ من قبل أخصائي السياسات التعليمية وإدارات هذه المؤسسات وذلك من أجل الارتقاء بأداء المؤسسات وتفعيل مساهمتها في خدمة المجتمع و الاستجابة لمتطلباته فإتصال الجامعات بمجتمعاتها المحلية من خلال تقديم مجموعة من الأنشطة والخدمات الاجتماعية، لم يعد أمراً اختيارياً يمكن أن تقوم به الجامعات أو تتركه بل أصبح هدفاً استراتيجياً وضرورة حتمية فرضتها العديد من المتغيرات في مجالات الحياة المختلفة ويعد اهتمام الجامعات بخدمة المجتمع أحد أهم العوامل التي تكسبها ثقة المجتمع والرأي العام كما يعد هذا الاهتمام عاملاً من عوامل تبوء الجامعة لموقع متقدم في التصنيفات والاعتماد الاكاديمي و تأسيساً على ما تقدم فقد حرصت الجامعة منذ انطلاقتها على أن تضمن خدمة المجتمع والتنمية في فلسفتها ورؤيتها وتجعلها جزء لا يتجزأ من رسالتها والتأكيد عليها في قيمها وتشريعاتها الداخلية وأن تكون محوراً رئيسياً ضمن أولويات التخطيط الاستراتيجي كمفهوم وممارسة وتطبيق والنظر إليه كنهج أخلاقي التزاماً ومشاركة وتتشعب أدوار الجامعة التي تترجم من خلالها مسؤوليتها المجتمعية إلى عدد من المبادرات والبرامج التي تؤدي أدواراً ريادية متميزة ومن ذلك برنامج زراعة القوقعة السمعية والذي بدء قبل أربع سنوات تم خلالها زراعة القوقعة لـ (130) حالة من فئات عمرية مختلفة تتراوح من تكللت جميعها بالنجاح وانعكست وبشكل إيجابي على حياتهم وتفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم ومن ذلك تحصيلهم العلمي.
و يأتي هذا البرنامج وفاءً لحاجة المجتمع الملحة في تفعيل دور ذوي الاحتياجات الخاصة في عملية التنمية ودمجهم في المجتمع والبيئة المحيطة بهم واستجابة لتوجيهات طالما أكدتم عليه حفظكم الله من خلال اجتماعاتكم بمسؤولي الأجهزة الحكومية أو من خلال استضافتكم لمنسوبي مؤسسات المجتمع المدني في مجلسكم الأسبوعي العامر، وستقوم الجامعة بإذن الله من العام الجامعي 1438/1439هـ وبعد استكمال المتطلبات اللازمة في استيعاب عدد من الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة السمعية في بعض برامجها الاكاديمية المناسبة بعد اجتيازهم فترة التأهيل.
واختتم د.الربيش كلمته بأن الأثر يدل على المسير والإنجاز يدل على أن خلفه من يوجهه وما كان لذلك أن يتم لو لم تكن هناك يداً كريمة تمتد لهذا الصرح راعيه ومحفزه وهذا هو كريم دعمكم وتوجيهكم المسدد فشكراً لكم يا صاحب السمو والشكر موصول لطاقم وحدة زراعة القوقعة السمعية في المستشفى الجامعي وعلى وجه الخصوص الدكتورة ليلى التلمساني.
بعد ذلك التقى سموه بالحالات التي اجريت لهم زراعة القوقعة من الكبار والصغار مع أولياء أمورهم والتقاط الصور التذكارية وقد تضمن الحفل عرضاً تعريفياً عن فقدان السمع وزراعة القوقعة الالكترونية قدمته الدكتورة ليلى التلمساني استشاري جراحة الاذن الدقيقة وزراعة القوقعة الالكترونية رئيسة وحدة زراعة القوقعة والتي تحدثت فيها عن تاريخ زراعة القوقعة في المستشفى الجامعي وأشارت في العرض الى أن 5000 طفل في المملكة لا يسمعون ضمن احصائية عام 2015 م و650 طفل بدون سمع في المنطقة الشرقية و 32 مليون طفل لا يسمعون على مستوى العالم وأن 100 حالة ضمن قوائم الانتظار في المستشفى الجامعي بالخبر.
وعرض فيلم وثائقي بعنوان " أنا أسمعكم أنا معكم " وأضافت الدكتورة التلمساني أن هذا الملتقى يأتي بعد تحقيق الانجازات في وحدة زراعة القوقعة والعمل نحو الاستمرار لتحقيق أفضل النتائج وتبادل الخبرات بين المتخصصين في هذا المحفل الهام على مستوى المملكة والمنطقة الشرقية بشكل خاص حيث سيتم مناولة ابرز المستجدات في هذا العلم والعمل على الخروج بنتائج تفخر بها المنطقة الشرقية وهذا يدعم مسيرة التطور الصحية من حيث تنوع وتعدد كافة المجالات والبرامج التي كان لها الاثر في اثراء أبناء المنطقة بالعلم والمعرفة.