الاستدامة من خلال المحاكاة

13-12 محرم 1434 -  الموافق 26-27 نوفمبر 2012

إن تأثير أنماط حياتنا الحالية في البيئة تقودنا إلى حالة مأساوية من التغيرات المناخية الكبرى، فضلا عن استنزاف الموارد الطبيعية للأرض، والسبيل لمعالجة هذه الحالة هو إما الحفاظ على موارد الطبيعة، أو محاكاة الطبيعة التي هي مستدامة بطبيعتها. ورغم التركيز الكبير المسلط على موضوعات الاستدامة، إلا أن عددا قليلا جدا من الدروس المستفادة من الطبيعة تجد طريقها إلى تصميم

عملية تقليد الطبيعة أو محاكاتها التي تعرف أيضا باسم biomimetic أو تصاميم مستوحاة بيولوجياً ، تنطوي على إيجاد حلول لمشاكل تصميمية عن طريق محاكاة العالم الطبيعي. ويتم ذلك من خلال عمليات تقليد للأشكال الموجودة بالطبيعة ، ووظائفها ونظمها البيئية على نحو يواجه تحديات التصميم باستدامة و بفعالية أكثر، وهي أيضا مؤطر لنظم عمل الطبيعة ومن ثم أداة منتجة وملهمة لإعادة تصور العالم المبني.

 وهذا المؤتمر دعوة للمتخصصين، والأكاديميين، والباحثين من كافة الأقسام الهندسية، والمعمارية، والبيولوجية، و أقسام التصميم، والفيزياء، والكيمياء، والجيولوجيا للمساهمة في نشر الفكر المستدام في البيئة العمرانية وتعميقه من خلال استكشاف مجالات التعاون، وتبادل العلوم والخبرات المستوحاة من محاكاة الطبيعة، و التعلم من عبقريتها المتزنة، و جمالياتها التي هي من صنع الخالق عز و جل، والتي طالما كانت الوسيلة المثلى، والكتاب الذي لا تنضب أفكاره لاستلهام الحلول لاحتياجات الأجيال المتعاقبة، والمشكلات التصميمية عبر الأزمنة وصولا إلى الاستدامة المنشودة.

أهداف المؤتمر

• دعوة للتحقق في مدى إمكانية الاستفادة من اتجاه المحاكاة للطبيعة (Biomimicry) كأداة و إستراتيجية لتحقيق الاستدامة، و دراسة تطبيقاتها في مجالات التصميم و العمارة.
• يركز المؤتمر على كيفية الاستفادة من الدروس القيمة، والنماذج والنظم التي يمكن نقلها من البيئة الطبيعية القائمة على التوازن و الاستدامة الكاملة إلى بيئات اليوم المصممة و المبنية. 
• تسليط الضوء على مجال تقاطع التخصصات بين العلوم المختلفة والتصاميم؛ من أجل التوصل إلى فكر تصميمي مبتكر يحقق بيئة متوازنة ومستدامة.
• البحث عن مدى إمكانية التعاون بين التخصصات العلمية المختلفة؛ للوصول إلى بيئة عمرانية مستدامة تحقق متطلبات واحتياجات الأفراد .
• تفعيل دور المؤسسات التعليمية في تعظيم الارتباط بالبيئة و محاكاتها؛ من أجل تحقيق الاستدامة المنشودة. 
• النشر والتعريف باتجاه المحاكاة للطبيعة  Biomimicry بين المصممين و أعضاء هيئات التدريس؛ لإدراجها في المقررات الدراسية الطلابية لكليات التصاميم، والهندسة، و العلوم البيئية .   
• الخروج بمقترحات عملية لتفعيل مفهوم الاستدامة من خلال اتجاه المحاكاة للطبيعة، و مدى الاستفادة منها محليا.

محاور المؤتمر

يستهدف المؤتمر المحاور التالية -ولا يقتصر عليها-:

• مجالات التقاطع بين تخصصات العلوم المختلفة والتصميم . 
• العلاقة بين الاستدامة و اتجاه المحاكاة للطبيعة.
• الفلسفات، والنظريات، والمفاهيم  لمحاكاة الطبيعة / الاستدامة.
• المحاكاة للطبيعة والنهج المستقبلية المستدامة وتطبيقاتها في مجالات العمارة والتصميم.

مجالات التقاطع بين تخصصات العلوم المختلفة والتصميم

إن عملية محاكاة الطبيعة هي عملية ذات اتجاهين: الأول يبدأ بإجراء العديد من البحوث البيولوجية العلمية حول خصائص أو سلوكيات معينة في كائن حي أو نظام بيئي، ثم تحديد مجالات وإمكانيات استغلالها وتطبيقها في صورة أفكار تصميمية، والثاني يبدأ بتحديد احتياج أو مشكلة تصميمية، ثم محاولة البحث عن حلول لها من خلال مراقبة الكائنات الحية والنظم البيئية، مع الاستعانة بالبحوث البيولوجية السابقة والمعلومات المتوفرة، وغالبا ما يفتقر المصمم في الحالة الأخيرة إلى الفهم العلمي المتعمق في وصوله إلى إمكانية محاكاة الطبيعة. 

 حين يصبح المصمم  قادرا على تجاوز حدود تخصصه، و التعاون مع التخصصات المتعددة من العلوم التطبيقية و التصميم سيتمكن من الوصول إلى حلول شاملة، لها قيمة بيئية وإقليمية مناسبة. نحن نسعى في هذا المحور إلى مثل هذه البحوث التعاونية؛ ليس فقط  لمعرفة ما يمكن تحقيقه، ولكن أيضا لمعرفة كيف يتم تعاون من هذا القبيل في التخصصات المختلفة.

العلاقة بين الاستدامة واتجاه المحاكاة للطبيعة

هذا المحور موجه للدراسات التي تتناول  التحقق في مدى إمكانية الاستفادة من اتجاه المحاكاة للطبيعة (Biomimicry) كأداة و إستراتيجية لتحقيق الاستدامة، ودراسة تطبيقاتها في مجالات التصميم و العمارة، ومدى اتصال هذين المصطلحين ببعضهما، فهل تؤدي محاكاة الأشكال و النظم الإيكولوجية التي هي مستدامة بطبيعتها دائما إلى إيجاد حلول مستدامة؟ كيف تقارن الإستراتيجيات الأخرى التي تسعى إلى تحقيق الاستدامة مع  اتجاه محاكاة الطبيعة؟ و ما هي الحالات التي تكون فيها إستراتيجية واحدة مرغوبة أكثر من الأخرى؟

الفلسفات ، النظريات، و المفاهيم  لمحاكاة الطبيعة / الاستدامة

يتعرض هذا المحور للدراسات التي تعرض لمفاهيم الاستدامة، وفلسفاتها، ونظرياتها بصفة عامة، و توضحها، و تشرحها،  و لمحاكاة الطبيعة بصفة خاصة. ففي الوقت الذي أصبح نموذج الاستدامة فيه مصدر اهتمام سائد، لا تزال دراساته وأدبياته مشتتة ومتناثرة  بتأثير من أصحاب رؤوس الأموال، الذين يتناولون الاستدامة من وجهات نظر متنوعة ومتعددة.

 ورغم الإمكانات الهائلة لتطبيقات اتجاه المحاكاة للطبيعة نجدِ أن أدبياتها موجهة في اتجاه محدد ينصب في جوانب الابتكارات التكنولوجية. وتشهد الهندسة المعمارية والتصميم العديد من المحاولات و التطبيقات الفردية لمفاهيم المحاكاة للطبيعة، إلا أن الأمر مازال  في طور التجربة والاستكشاف.

المحاكاة للطبيعة والنهج المستقبلية المستدامة وتطبيقاتها في مجالات العمارة والتصميم